الجمعة، 18 ديسمبر 2009

جبير المليحان في (رثاء)ئه الكبير


رغم أن القاص الأستاذ جبير المليحان آثر أن يسمي قصصه (قصص صغيرة)
إلا أن ما قرأته في تلك القصص يشكل في مجموعة ما يشبه سيرة حياة !

كتبت تلك القصص على مدار سنوات (1997 – 2008) تروي في معظمها سيرة حياة بطل واحد
(عبد الله) فإن كف عن الظهور بداية من (رثاء 11 ) إلا أنني لم أجده قد غاب تماما عن
الحدث سوى بتغيير زاوية الظهور فقط !

تبدأ القصص (رثاء) ب عبد الله يعضّ على صورته وينخرط في بكاء مرير
وتنتهي بالباب الكبير يخر صريعا…
ما بين الصورتين ينقل لنا القاص الكثير مما في روحه وفي وعيه عن (عبد الله)
الرجل الذي نستطيع وعلى امتداد القصص أن نعرفه عن قرب …

رغم أن النصوص نشرت بغير ترتيب إلا أنني سأمر عليها كما رقمها القاص
نفسه بداية من (رثاء)

عـضّ عبد الله الصورة ( وجههُ و هو صغير ) ، حتى تـقـطّـعت :
( راعه ، و هو يحدق فيها ، و ينظر في المرآة : الشكل و الألوان و التجاعيد و الوهن و الأيام و الهموم و الديون و الخيبات و الأصدقاء و الزوجة والأولاد والمنزل والعمل و عينيه وقدراته و ذاكرته و ) ارتعب و ابنه الصغير يضحك قائلاً :
- لماذا تأكل الصورة يا أبى .. إنها قديمة ؟!
عبد الله ينخرط ، بنشيج ، باكياً ، طفله الممزق !


تبدأ رثاء بصورة بانورامية عامة للشخصية الرئيسية في (الرثاء) وهي صورة تختصر الحياة بأكملها عبر (التجاعيد والوهن والايام والهموم والديون والخيبات ... إلخ) وكأنه بهذا يقدم لنا بشكل مكثف وحاد عبد الله الشخصية التي سترافقه في عدد كبير من القصص قبل أن تتخذ لوجودها زاوية أخرى هي زاوية المتفرج، وحتى هذه الزاوية التي سنجدها لاحقا في القصص الاخيرة إلا انه قدمها لنا هنا عبر وصفه لعبد الله بهذه الكلمات ( عينيه وقدراته وذاكرته... ) عبد الله كاسم له دلالات كثيرة فهو إنسان قبل كل شيء بكلمة (عبد) وإنسان حر حين اضفنا للعبودية (الله) وبهذا تنتفي العبودية لما عدا الخالق ... مما يؤكد على الحرية المطلقة إلا مما يقدره الخالق من اقدار كالتجاعيد والزمن ...
(عبد الله) ايضا كلمة عامة وشاملة فهي تنطبق على كل إنسان يدين بوجوده للخالق فكما نقول دائما (كلنا عبيد لله)، صورة عبد الله أيضا لا تخلوا من انعكاس لصورة القاص نفسه.... فهل كانت تلك القصص سيرة ذاتية لكنها رسمت بفرشاة القاص بقصد لينفصل بها عن ذاته المؤرقة وما تورثه من هموم ؟؟؟

والمبراة تنهش الجسد الخشبي للقلم ، فاحت في أنف عبد الله الرائحة : ( غرفة الصف الطينية، الثوب البني الذي يلبسه المدرس دائماً، عصاه ، المقعد الخشبي المزدوج ، و زميله في الدرج دائماً ، ضحكاتهم ، قفزهُ سريعاً ..راكضاً ..سابقاً الكل : كســـهم ، عندما يصفر المراقب للخروج …………… ، ) ، قرّب القلم من أنفه ، شم رائحتهُ القديمة ، و ذهب إلى هناك ، راكضاً إلى الخلف ، على وجهه ارتسمت ابتسامة كغيمة عابرة ، هزّ رأسه و هو يبوح في سـره : ( لم تكن لنا أحزان كثيرة ) ، غيمته العابرة سقطت على القلم ، بالقـرب من أنفه ، كأنها دمعة !
عبد الله . (رثاء 2)

في رثاء 2 وقع القاص باسمه/اسم بطل كتابته ... عبد الله.. وخط لنا حياة البطل عبر أمرين في غاية الأهمية (القلم) و (لم تكن لنا أحزان كثيرة) بدأت هذه القصة أو لنقل هذا الفصل في حياة عبد الله بحرف (و) وهذا دليل آخر أن هذه القصص هي ومضات لفصول مكثفة ومختصرة لسيرة ذاتية كبيرة... القلم ... ترى ما هو نصيب القلم في حياة (المليحان) وفي حياة شخصية (عبد الله) هذا القصة قدمت لنا طفولة عبد الله وما سوف يؤول إليه حاله لاحقا.. القلم والأحزان...!

وهم يسلمونه ، جائزته ، الساعة الذهبية ، و عيناه تمتلئان ببحيرتين ، و التصفيق يعلو له ، كانوا ينظرون إلى الناجح الماثل أمامهم ، أما عبد الله فلم يسمع ما قاله خطيب الحفل : ( كان في السوق القديم ، عند البائع يخرج العشرين ريالاً ، ويعلو فرحهُ و هو يأخذ الساعة النحاسية ، ذات السوار الحديد ، والأرقام والعقارب المضيئة ، و يلصقها بأذنه ، (فتتك ).. تتك ، ………) ، انتبه إلى ضحكات المحتفين به ، و هو يضع الساعة الذهبية ، قرب أذنه ، لم تكن تتك ، و هو يبتسم كغريق ! (رثاء 3)

فصل آخر من حياة عبد الله ... به تعدد وحزن ....عبد الله الذي يتسلم جائزته في مكان يتواجد في مكان آخر... كما الروح المنفصلة عما يورثها الحزن .. أو هي ارتباط لا إرادي ما بين عبد الله وما حوله... هذا الانفصال أي التواجد في مكانين (الحفل) و(السوق) يعبر عن صفة أساسية في شخصية عبد الله وهي ارتباطه بالحقيقي والأصيل.. وفي ذات الوقت ابتعاده عن الزيف والقشور ... ونستطيع أن نستبدل أي صفة من هذه الصفات بأخرى أكثر تنوعا لكننا سنبقى في كل الأحوال ندور في فضاء هذا التناقض والانفصال ...


قال عبد الله : يا الله !
و انكفأ راجعاً ، بعد أن قاد سيارته ، ومشى فيها ساعتين ، حتى و صل إلى الوداي الكبير ، و القرية الغافية ( كما سماها دائماً ) ، و وجد أطلالاً ، و بيوتاً تهدّمت .
الآن و هو يشارف المدينة ، عائداً ، أوقف سيارته ، متردداً فيما يفعل بالوادي الكبير ، و البيوت المهدمة التي يمتلئ بها صدره ! (رثاء 4)

هنا يقول جبير المليحان الكثير عن عبد الله .. رغم أن عبد الله نفسه لم يقل سوى (يا الله !) كأنها صرخة المهموم وليس المتعجب ... الخيبة تظهر من الكلمة أكثر مما تظهر منها الدهشة ... العودة تستدعي بالضرورة الاغتراب والبعد... أما (الوادي الكبير) و (القرية الغافية) فهما المكان في صورته الاعمق في حياة عبد الله... او حياة الكاتب أو حياة كل انسان يحن إلى مكانه الاول ووجوده الجميل... ارتباط القاص بالمكان يتضح لنا ليس عبر اعماله فقط ولكن عبر تلك الصورة التي يضعها كتوقيع له... هنا أنا لا اصر على ربط القاص بشخصيته ولكني اقرأ القاص من خلال شخصية قصصه .... أو اقرأ الشخصية من خلال كاتبها ...
في هذا المشهد المكثف أو بالاصح الفصل المكثف من حياة الشخصية نستطيع ان نطلع على الكثير الكثير أو على الاقل أن نشعر بالكثير عبر انتقال المشهد إلينا نحن ... وذلك بتحسسنا لتلك البيوت المهدمة والوادي الكبير وكأنهما مشهدين يطلان علينا من انفسنا ... وكأن الريح تباغتنا وهذه صفة لاحظتها في عدد من قصص جبير المليحان تلك الصفة التي تجعلك تقترب من روح القاص وروح شخصياته بتأني جميل...

كلما طعنه برق ، أو هطل في قلبه مطر ، تذكر ليلة أن كان مزهوّاً بلبس بشته ، مرافقاً لفرح صديقه الشاب و هو يتزوج ، حين داهمته ضحكة بيضاء كوجه صبوح ، وضاعت في دمه … لم يجدها عبد الله أبداً ، لم يجدها ، كلما رأى (رثاء 5)…

هذا الفصل يتناول قلب عبد الله ...عبر تلك الضحكة التي ضاعت في دمه ... عبد الله الذي رافق صديقه لعرسه يلتقي ب(ضحكة بيضاء) ولكنها كالومضة التي تختفي ... وهنا أود أن أضيف بأن الحب نقطة المركز في حياتنا كما القلب نقطة المركز في أجسادنا.. لكن ضياع تلك الضحكة يكشف لنا مساحة كبيرة من حياة عبد الله... كما تكشف كلمة (كلما رأى) الكثير مما أخفاه القاص مما كان من الممكن أن نقرأه عبر رواية كبيرة ... .

عشرون سنة : و عبد الله لم يرَ هذه السماء ، والهواء الطّـري ، و كيف اتسعت هذه الشوارع، وطالت هذه البنايات ، وكثر هؤلاء الناس ، و تلوّث هذا الجو ، و كيف كبر ابنه ، و تغضن بريق عيني زوجته .. عشرون … و هو لم يسمع هذه الضوضاء : الأليفة - المزعجة - الغريبة …
عشرون : فرت منه و هو في سجنه ، لم يدر أن مزارع أحلامه الشاسعة في حقول قلبه ، ليست غير ما يراه الآن : الشارع غير العابئٍ بأحد ، أو به ، و الناس ، والعالم ، و هو ماضٍ ينحدر إلى قاع سنواته ! (رثاء 6)


غربة عبد الله أو سجنه ... والعشرون سنة ... لم يأت رثاء 6 فقط ليقدم لنا التناقض الذي يحدث عندما نغيب عن المكان لنكتشفه وقد تخلى عن وجهه القديم وارتدى وجها مغايرا لما تركناه عليه ... ولما نحن إليه... وإنما أتى هذا الرثاء ليقدم لنا بشكل مكثف ما يربط عبد الله بالزمان والمكان معا... الزمان الذي بدأت به الجملة (عشرون عاما) وانتهت به (قاع سنواته) والسنوات زمان لكنه زمان أساسي مرتبط بشخصية عبد الله ما كانت وما أصبحت عليه... \
(!)
على ورقة كضمير طفل ، رسم عبد الله مربعات كثيرة ، ملأ بها جدولاً كبيراً ، عـبّـأه بأيامه . أخذ علبة الألوان ، ولون الجدول و نظر فيه :
- الأيام البيضاء في البداية ، وكثير من البقع فيها .
- أيام خضر .. وردية ..
- يوم مدرسي مملؤ بالدمع والدم ، و وجه مدير أو مدرس وعصا ...
- أيام الشباب : الأيام الملتهبة .. الأحلام ……………
- مربعات كثيرة : باهتة ، لالون .. بها غبرة رمادية : ( من حارات كثيرة سمع أصوات جوع ، وعذاب ، والكثير من آمال لم تنمو فصارت خيبات : كانت الخيبات مجتمعة في حفل سمر لها ، وكان كثيرون وعبد الله مائدة لها ....! ) .
(!!)
التقط المسّـاحة و مسح بعض خطوط أيامه ، وألوانها : عدل فيها، …،…،…،…، تعب … مزق الورقة …
(!!!)
وضع الجدول السابق في ورقة أخرى بهدوء ، لونه ، ثم رسم الأشخاص الذين لونـوا مربعاته : منذ المربع الأول ، وحتى يومه هذا .
(!!!!)
استبعد أمه وأباه ، والكثير من كبار السن والأطفال ، ثم وضع الناس في مربعاتهم ، و صفّ أسلحته أمامهم : أقلام ،، أوراق ،، خطابات ،، شكر ،، عرفان ،، عــمل ،، محبة ،، حب ،، ألفة ،، فقد ،، أماني ،، وفاء .. عصا ،، مسدس ،، مشنقة ،، ساعة ،،………
(!!!!)
بدأ عبد الله المعركة !


هنا في رثاء 7 شعرت بأن القاص يضع لنا روايته كاملة ... بكل فصولها ... وكنت اقرأ بانتباه... هل كانت معركة يبدأها عبد الله أم ينهيها ...؟ عبد الله أمام حياته كلها ... قد تكون سلسلة رثاء مجموعة ضمن مجموعات كثيرة من القصص لكنها حتما مجموعة غير عادية .... ولا ادري إن كان القاص نفسه أدرك ذلك ؟؟ أم أنه كان يكتشف مثل قارئه أن الرثاء هو ما يكتبه الزمن تدريجيا فينا كبشر... ك (عبد الله) ذلك الاسم العام ؟؟
في هذا الرثاء حتما سنجد كل ما قبله وما بعده ... وكأنه خلاصة الرواية !

صفحة ٌ بالجريدةِ : وعبد الله يقرأ أخبار القوم .. و قلبه يـيـبـس كل يوم ،
صفحةٌ تاليـــة : رسمٌ كبيرٌ لكرة ، و منازل القوم تتناثر على التل ، والسهل ،
صفحة ثالثـــة : تمتلئ بدماء و جثث ،
رابـــعـــة : منزل عبد الله ، وجهه ، و أطفاله ، جيرانه : يمشون في صفحة المقبرة ،
صفعة خامسـة : وصفحات الجرائد لا تنتهي ! (رثاء 8)


رثاء 8 أتت أيضا بانوراما بطريقة ما لكنها هنا تنقل لنا العالم من خلال عبد الله بعكس سابقتها التي أتت لتنقل لنا عبد الله كاملا ... في قراءتي الاولى لهذه القصة لم انتبه لما قام به الكاتب حين غير كلمة (صفحة) إلى (صفعة) ولكن بعد أن اقتربت من عبد الله ومن مشاعره التي نقلها القاص عبر هذه الكلمة وعبر جملة (قلبه ييبس كل يوم) كانت الكلمة (صفعة خامسة) بمثابة الجرس الخفي في ثنايا النص...

القسم الثاني ....

متى تنادينا النصوص ؟؟ لست أدري لكني بت أعرف أن القراءة لا تأتي بقرار مني ولكن من النص ذاته ويستدرجني كما يريد... دخلت نصوص الأستاذ جبير التي نشرت أخيرا واعجبني منها أكثر ما يكون الباب واليد فقررت أن اكتب شيئا بهذا العنوان (يد و.. باب) أو شيئا مشابها .. الباب الذي سقط لفت نظري إلى شيء يدخل من خلاله ... فقررت أن أعود للوراء للبحث عن جدران لهذا الباب فوجدت نفسي اتابع الرثاءات حتى اسرتني تماما ....

منذ زمنٍ سحيق :
و أنا أراه من نافذة مكتبي : أراه كل يوم جالسًا على الرصيف ، و في يده مسبحة الزمن ، و النخلة تظـلـله ، ودوامات الضجيـــج : ( الشارع المباح .. الناس المتقاطعين .. السيارات الجهمة .. القطط الطويلة .. الأشجار الباكية .. ضوء الشمس الساخط .. السماء … ) من حوله تدور ، و هو لم يأبه ... ، وعندما يؤذن الظهر يقوم ، و يمشي ، منحدر الظهر، إلى المسجد .
أمس :
مشى عبد الله ، وحـبات المسبحة تتساقط من خلفه!
و قبيل أذان ظهر اليوم :
أمسكت مسبحتي ، و توجهت إلى الرصيف ، وجلست تحت ظل النخلة ، وسط الدوامات !


في رثاء 10 يقدم لنا جبير المليحان الزمن عبر تنويعات عدة (منذ زمن سحيق/ أمس/ قبيل آذان ظهر اليوم) يجمع الماضي البعيد والقريب ... والماضي شبه الحاضر ... يقدم لنا فقط ما حدث وليس ما سوف يحدث وكأنه بهذا ينظر من باب إلى أبعاد كثيرة .... لكنها كلها تبقى داخل إطار واحد.... الصورة التي رسمها للاخر ... (في يده مسبحة الزمن/النخلة تظلله / الدوامات) هي ذات الصورة التي وضع نفسه في إطارها في النهاية وكأنه بهذا يشاهد تكرار الايام وتراكمها .. في هذا المشهد يقدم لنا عبد الله المتفرج دائما على ما حوله ... وعندما ينتهي الزمن ويذهب عبد الله يترك مكانه لشخص آخر يقتفي أثره ويؤكد على مسيرته ... هل هذا نوع من الاحتجاج الصامت على ما يورث الإنسان الجمود والسلبية ؟؟؟ هل تقديم الصورة بعمقها وحزنها يؤكد على رفضه لها ؟؟؟ نعم بدليل كلمة واحدة (الدوامات) وهي كلمة تحمل الصوت في داخلها والضجيج وهذا في حقيقته اشارة لانزعاج ورغبة خفية بالاحتجاج سواء من فعل عبد الله او من فعل الذي تقمصه وجلس في مكانه ...!

ظل صامتا ، وهي تضع في الحقيبة ما تبقى لها من حياة . التقت عيناهما ، و قالتا كل السنين ، و هي تغلق الباب . تَـلَفّتَ في جسد الصالة الخاوي ، و أعناق الزوايا المتهدلة ، و أكوام الذكريات اليابسة ، و تشعب ألم البكاء في قلبه .....

رثاء 11 ... يطرح علينا فصلا كبيرا من الحزن ... هو الفراق لكن لماذا ؟؟ الأسئلة التي توقظها الكلمات هي الأسئلة التي ستقدم لنا التفاصيل... وتأخذنا نحو الكثير من التبريرات والحكايا.... وهو رثاء يقدم لنا عبد الله ذا القلب الشفاف الذي لم يخذل أحدا في كل الرثاء سوى نفسه.... صمته .. الذي تحول إلى ألم .... يحمل الفاجعة التي أورثه إياها القلب ... القلب الذي لازال يعاني من الفقد... (جسد الصالة الخاوي...الزوايا..الذكريات) ترى أي حزن ذاك الذي يعانيه القلب المخذول ؟؟؟؟ لماذا اختفى عبد الله هنا ليظهر في الصورة بوضوح ولكن دون اسم ؟؟؟


ثمة غناء تأتي به الأشجار ..
فيهفهف فؤاد المرأة .. و يورق بهاء بسمتها الوضيئة في فضاء البيت الواسع ..
ثم تغني للنخيل الظليلة الراقصة ..
و تشعل بعينيها أشجار الليل .
* * *
ثمة صوت يتقدم .. يهمس بوجد الأعشاب ..
المرأة تسمع صليل خطوات صقيلة ، قريبة .
توقظ أحلامها النائمة .. و يهطل مطر الفؤاد بأغان جمة:
• الله ـ أيها الزمن ـ هل جئت ؟!
تمد أشرعة يدها كسهول خصيبة .. فيغرس الرجل في كفها نجمة ..
تتسع المرأة بالحلم كزهرة ماج بها ماء ..
فيبذر الرجل في سهولها نجمة أخرى ..
تتلقف النجمة البيضاء بكفها الماطر ، و تعلو بها ، فتخضر أشجان الليل .
و في سهول الأصابع يدس نجمتهـ ـا الثالثة ، فتهتف بيارق بعيدة بضوء و ألحان مترعة بأحلام .
* * *
النجوم الثلاث تلمع في ضوء اليد الخضيبة .. و المرأة تمد حلمها لتحيل شجر الليل المتوراي إلى لون يشع بالأشجان .
* * *
يأتي الزمن على دفعات ؛ و هي تغذي الحقول .. و تباهي أيامها بنمو الألوان ، و اتساع الأشجار ..
* * *
....... يتقدم زمن ، و يلف الغبار أغصان فرحها :
كان ذلك في ليلة صحو باردة :
إذ غادرت مرزعة الكف نجمة .......، المرأة تقول :
• يا الله ـ أيتها الأيام !!
* * *
و في وقت آخر ، و في ليلة صحو أخرى ، طارت نجمة ........، فتصيح المرأة :
• يا الله ـ هذه الأيام !!
* * *
...... و في ليلة.........انطفأت نجمة ........، والمرأة تولول :
• يا الله !!
* * *
المرأة تفتح كفها ـ الآن ـ وتدير ثلاث حصيات بيضاء كامدة ...كعينيها .
* * *
كان ثمة أشجار كامدة تتوارى خلفها طيور أيام هاربة ......... و نواح طويل يتقدم ؛ تسوقه الريح .


في رثاء 12 بدأت تظهر الشخصية الأخرى ... المرأة وبدأ يغيب عبد الله أكثر ولكن بتدريج وكأنه إعداد لفقده ...النجوم والفرح والخصب والنماء كل تلك البداية السعيدة يعقبها حزن .. الزمان يمر يجئ بعبد الله ويذهب به... لكن عبد الله نفسه لا يظهر بوضوح إلا عبر روح المرأة ... في ذكاء شديد يلتقط جبير المليحان الكلمات والحدث ويغزلها في رومانسية رائعة .... الكلمة عند المليحان لها أبعاد كبيرة نستطيع أن نسمعها عبر الكلمات ونشعر بما تشعر به الشخصية المتحدثة ... الكلمة تخرج منتقاة تماما في رثاء 12 يقدم لنا المليحان قصة شعرية جميلة ... تلخص العلاقة بين المرأة والرجل ...ورغم أنه قدمها هنا من خلال المرأة إلا أنه لم يغفل صورة الرجل ... والرجل الذي يقدمه المليحان في قصصه رجل له مواصفات خاصة ...رجل بمعنى الكلمة ... حتى في غيابة الذي يخلفه نواح طويل ...

امتدت يد الوقت قابضة على الفراشة ، ساحبة الألوان من ارتعاش أجنحتها . الوردة توقفت عن الضحك ، و أخذ أريجها يضمحل و اليد تخنقها.الرجل تباطأ ، ثم جثا متهالكا ، و اليد تتخطاه عاوية في صلابة الصخور . (رثاء 13)

دائما يحضر الوقت والزمن ليؤرق المليحان ويشغله في تعاطيه مع الحياة فيما حوله ..الفراشة والوردة والرجل... وحتى الصخور.... لماذا بدأت هذه القصة الومضه بالفراشة ؟؟؟ هل لان أعمار الفراشات قصير ؟؟ أم لانها تختار موتها وعوضا عن أن تهرب منه تتقدم نحوه كمن يتقدم في الغواية ؟؟؟ اليد ... يد الوقت التي تتقدم بهدوء وتقبض على كل شيء لا تكتفي بالفعل الصامت بل تتجاوزه ل تعوي في صلابة الصخور ... كحيوان جارح...


الكاتب يدخل في صومعته و يغلق الباب :
ـ سأكتب قصيدة بالمناسبة !!
يفتح أدراج ذاكرته ، يفرك أصابع فرحه ، و يخرج كيس الكلمات : تصطفق الكلمات متطايرة في سماء الغرفة باحثة عن ضوء .. يصطادها ، واحدة واحدة ، و يصفها على الورقة القاحلة كجثث العصافير .. يغلق الكيس و يضعه في الدرج .. يدخل بهو الصالة المرمرية اللامعة .. و من فوق المنصة يقذف بعصافيره، فتتساقط الجثث في آذان المصفقين الملولين ..فيما تطير كلمات أخرى في فضاءات الشوارع الطينية و البيوت المنخفضة .. منطلقة من أفئدة الناس باحثة عن أنهار تجمع أمطارها .


لا يغفل القارئ ذلك الترابط الكبير بين أجزاء الرثاء... بل أنه يدرك مدى ارتباط الكاتب بشخصياته وبصدقه مع ذاته عبر كتابته... هذا الرثاء الذي يحمل الرقم 14 يشبه الرثاء الذي يحمل الرقم 2 ... القلم والكلمات والكتابة ... هنا يقدم المليحان رؤيته عن الكتابة وغاياتها ..... الكتابة الحقيقية في نظره هي تلك الكتابة التي تطير بغير فضاء يحدها تنطلق من أفئدة الناس وتحمل في منطقها المطر .. هي كتابة حقيقية وقريبة من النبض. .. هنا أود أن أتوقف قليلا للنظر في قلم جبير المليحان ؟؟ قلمه الذي يرفض (سأكتب قصيدة بالمناسبة) أي يرفض الالتزام نحو شيء سوى التزامه ناحية الطبيعة والأرض والناس ... يرفض الكلمات الميتة كجثث العصافير ... ويبحث عنها حية وتحمل الماء في طياتها كما المطر.... قريبة من نبض الناس وفضائهم الواسع...
هي رؤية كل كاتب ملتزم ...لكنه هنا يضيف إلى الالتزام صفة دقيقة جدا لقلمه وهو (انهار تجمع أمطارها) يضيف لقلمه الخصوبة والأمل والنماء عبر المطر .... وهذا ما نستطيع أن نؤكد عليه بكتابات المليحان التي تتوجه إلى الطفل على وجه الخصوص وإلى الإنسان بشكل عام..


الشيخ الذي يحمل في رأسه طريق الأيام ، وفي وجهه ترتسم قامات النخيل ، واتساع السهول ، ومصابّ المياه في الجبال ، و تتدفأ في قلبه حكايات الليالي الطويلة ؛ حيث يجتمع الناس هناك مثل الطوابير الطويلة من الفقراء . يعود من نخيله وقد غرست يداه البذور.. وتلمست الأوراق والغصون ، وغنت مع الطيور . يمشي الهوينى ، ملتفتا في كل خطوة إلى الخضرة المدلهمة بالتعب والسنين . ينادي أولاده و هو يتمدد على الأرض ممسكا بخوص طري وغصن نعناع وسنبلة قمح.. يضعها أمامهم فتنهمر دموعهم وهو يغمض عينيه. (رثاء 15)

حزين هذا الرثاء حزين ... ونحن نطالع نهاية الشيخ .. الذي هو في الأصل عبد الله الشاب والرجل .. الأب والزوج ... يحضر هنا (الزمن ) و (الطبيعة) وكأنهما أبطال قصص المليحان بالمطلق...هذه القصة رغم صغرها تروي كامل حياة عبد الله تلك الحياة التي تؤرق المليحان بشكل دائم ...
هنا أيضا يحضر الموت الذي سيطر على كامل القصص باختيار عنوان دائم للمجموعة كاملة (رثاء) لكن الموت هنا ليس نهاية ولكنه اكتمال وامتداد في آن حين جعل الشيخ يترك وصيته (الخوص والنعناع والقمح) يتركها لأبنائه قبل أن يغمض عينيه.... الدموع دليل محبة ودليل أيضا على الوفاء ... فهل هذا الطريق الممتد من بعد ذهاب الشيخ أمنيه أم هي رؤية واطمئنان ؟؟؟

رثاء ـ 16
رثاء *ـ حديقة
رحلت زوجته واستقل أولاده بمساكنهم ؛ و هو يطوي خطاب الشكر على خدماته لأربعين عاما، خرج في العاشرة مساء إلى الحديقة القريبة. كان ضجيج الأطفال يتلاشى وهم يتبعون أمهاتهم المنسحبات إلى البيوت . وجد المراجيح فارغة ، جلس على واحدة . بان الشارع والأصوات وطرف الحديقة بعيدا . انخرط يهزه بكاء الريح . 10/10/2008 الدمام


هناك هاجس دائم لدى المليحان في قصصه يتعلق بالزمن / العمر... وما يرتبط به من رغبات ومن يعترضه من عقبات ... ورغم أن عبد الله بحياته -التي امتدت عبر هذه الكتابة القصيرة/الطويلة- لم يخرج عن كونه إنسانا عاديا حتى في تلك القصة التي تتحدث عن السجن والذي لم يتضح إذا ما كان سجنا حقيقيا أو غربة لم يكن عبد الله أكثر من إنسان مسالم يتأمل بعمق وكأنه جزء من المكان ومن الطبيعة وكأن الزمن يمر عليه كما يمر على حقل أو نخلة... هنا الزوجة ترجل والاولاد يستقلون والعمل ينتهي زمنه... كل هذه الأحداث تتعلق بالآخرين بإرادتهم ولكن ماذا عنه هو ؟؟؟ وجد المراجيح فارغة ... لماذا دائما كان عبد الله سلبيا في فعله رغم ما بداخله من ثورة وألم لماذا دائما اتخذ موقف المتفرج ... وكأنه اقتراب من الحياة وابتعاد عنها في آن ...

رثاء ـ 17
رثاء ـ قفل
ركض من البيت فزعا إلى غرفته، أغلق الباب بالمفتاح،دار في الغرفة الدائرية حتى كلّ . ثم أخذ يطرق الباب طالبا المساعدة !! 10/10/ 2008


يتميز هذا الجزء من الرثائيات وهو من رثاء 16 حتى 21 بالنظرة العميقة المجردة التي تحتفي بالمعنى البعيد والعميق في آن بعيدا عن المباشرة ...تتخذ الشخصية موقفا مغايرا هنا عن مواقفها السابقة ... هل يرجع ذلك لنضج التجربة الحياتية أم لعمق الذات الكاتبة بعد أكثر من عشر سنوات ونضوج التجربة الكتابية ؟؟ بالتأكيد أن القلم يتطور والتجربة تتعمق أكثر ... في هذا الرثاء تدرك الشخصية ... التي ابتعدت عن اسمها منذ بعض الوقت .. تدرك الخيبة التي جالت في حياتها... فتترك (البيت) ويمثل البيت هنا الحياة العادية المتصلة بالأسرة والحياة الاجتماعية و(الفزع) يمثل رد فعل حتى لو كان سلبيا... ركض، أغلق، دار، كلها أفعال وهي أفعال حركة أفعال في الزمن الماضي ... لنصل إلى النهاية المفاجئة هنا (أخذ يطرق الباب طلبا للمساعدة) بالرغم من أنه هو من أغلق الباب ... وهذا دليل ليس فقط على التحرك ولكن على الإدراك وإن كان متأخرا إلا أنه يظل إدراك ... طلب المساعدة بداية للطريق وللاعتراف بالمأزق الذي وجدت الشخصية نفسها فيه و تسعى لتغييره


رثاء ـ18
رثاء ـ إرث
الشيخ الذي يحمل في رأسه الحكايات ، و ترتسم في تجاعيده مسيرة النخل، و تمتد السهول ومصابّ المياه في الجبال بين ساعديه، وتتدفأ في قلبه تواريخ الأيام والليالي الطويلة ، يستيقظ في كل فجر مادا يومه إلى مزرعته ، و في المساء يعود وقد غرست يداه البذور، وفرحت بمياهه الأشجار.. هذا اليوم يعود الهوينا ، يتمدد على فراشه، وينادي أولاده ، ويمسك بأيديهم ، ويشير إلى اخضرار المزرعة المدلهم بالتعب وغناء العصافير . ويغمض عينيه مبتسما .10/10/2008


هذا الرثاء يقابل حرفيا الرثاء رقم 15 وكأنه إعادة كتابة لذات الرثاء ولكن مع تعديل بسيط – لكنه عميق... ففي رثاء 15 يتمدد على الأرض بينما في الرثاء 18 يتمدد على فراشه... يمسك في الرثاء 15 بخوص طري وغصن نعناع وسنبلة قمح بينما هنا يمسك بأيدي أولاده... هناك يضع الأخضر أمامهم بينهما هنا يشير إلى اخضرار المزرعة .. هنا يغمض عينيه مبتسما بينما في الرثاء 15 يغمض عينيه فقط بينما تنهمر دموع أبنائه ...

هنا كم أود أن اعرف من جبير المليحان إذا ما كتب الرثاء 15 و 18 في زمنين متباعدين وبغير وعي من أنهما متماثلين ؟؟؟؟ فالإجابة مهمة جدا في هذا السياق حيث أن الهواجس التي سكنت هذه القصة هي ذات الهواجس مع اختلاف قد يكون هو ما أوجد هذا التقابل (الشيخ الذي يحمل في رأسه طريق الأيام) رثاء 15 وهو بعنوان (ذاكرة)
يشابه (الشيخ الذي يحمل في رأسه الحكايات) رثاء 18 وهو بعنوان (إرث) ما بين الأيام والحكايات وما بين الذاكرة والإرث الكثير ... فهل كان المليحان يعني ذلك ويعيه ؟؟؟؟


رثاء ـ 19 ـ
رثاء ـ امرأة
بعد رحيله ، تجلس المرأة الواهنة ، دامعة العينين . و لساعات تمشي في درب الذكريات الطويل حتى يقرع جرس بابها أو هاتفها ، فتكفكف عينيها و تقوم .
في حفل الأمس فرّ قلبها بدقات متتالية ، وضحكت وهي تجلس وسط جاراتها و بناتها و زوجات أولادها و ضجيج الأحفاد ، حين سمعت صوتا قويا يشبه صوته . لم تتمالك دموعها وابنها البكر يقبل رأسها 10/10/2008


يرصد المليحان الصورة الثانية لرحيل أحد الزوجين.. في رثاء 16 كان رحيل الزوجة واستقلال الأولاد دافعا للزوج ان يعود لطفولته يجلس على الأرجوحة ويصغي للريح بينما هنا يقدم لنا صورة مغايرة .. صورة المرأة التي تفقد الزوج .. ورغم أن النصين كتبا في ذات اليوم ... إلا ان الاختلاف بينهما ليس فقط في الشخصية ما بين الزوج أو الزوجة ولكن في ذلك الحس الذي يتقصى الموقف النفسي والحقيقي في ذات كل منهما نحو الفقد... وبالطبع هنا لن أتحدث عن الموقفين من وجه نظر قاصرة يتبعها عادة بعض الكتاب والتي تتحيز لجنس دون آخر ولكني أكبر في المليحان قدرته المحايدة على تقصي الحالة النفسية وتقديم الواقع دون تحيز .. وكأنه بهذا يقدم لنا صورتين حقيقتين لرجل وامرأة دون أن نقول له لماذا ... لان لماذا هذه تكون عقيمة لان الاختلاف موجود ولا يستطيع إنسان أن ينكره ...

رثاء ـ 20
رثاء ـ يد
حتى بعد أن أنجبت نورة خمسة أولاد ، وعاشت سعيدة في منزلها ؛ إلا أنها كلما رأت يداً ترتفع ، رفعت كفّها أمام وجهها .10/10/2008


هذه القصة تبدو محلقة خارج السرب.. لكن ما بها من جمال في القص وبعد في المعنى تجعلنا نقف عندها ... لم تحضر المرأة باسمها إلا في هذه القصة ... وحضرت بشكل مغاير عما سبق... نورة التي أنجبت وعاشت سعيدة في منزلها لم تنس ... تلك العقدة التي ترسبت في أعماقها نتيجة ظلم وقع عليها في صغرها ... يقترب هنا المليحان من المرأة بحنو واحترام ... يحاول أن يلفت النظر إلى حقيقة فاجعة وهي أن النفس البشرية مهما نضجت تظل أسيرة لماضيها المبكر... الحركة التلقائية التي تقوم بها نورة تعبر عن مأساة ... مأساة يرقبها ويقدمها لنا المليحان بحساسية مفرطة وبتكثيف شديد .... هذه القصة قالت الكثير رغم صغرها .... الكثير الجميل والمعبر ...

رثاء 21
رثاء ـ باب
بعد أن كان البيت الطيني يحتفل كل مساء بغناء الطيور وهي تعود كل مساء إلى أعشاشها وسط بستان النخيل بدأ أنين أخشاب السقوف بعد أن أخذ الرجل زوجته و أولاده إلى البيت الإسمنتي البعيد ؛ تعبت الأخشاب ، ثم أخذت تتساقط في الحجرات ، وذابت الجدران وأخذت تقصر. غير أن الباب الكبير ظل واقفا سنين طويلة ، حتى جاء اليوم الذي تخلت عنه الجدران فاستلقى فاتحا فجواته أمام أعجاز النخيل المتبقية .


هذا الباب الذي حدثتكم عنه والذي كان هو جبل الجليد الذي سحبني إلى كامل الرثاء...الباب الذي بقي صامدا حتى في سقوطه، لا زال يمارس عمله المعتاد فاتحا فجواته أمام أعجاز النخيل المتبقية... الباب هنا يقف رمزا ليس فقط للماضي الجميل ولكنه أيضا لما تحمله الأخلاق القديمة من كرم ... اعتراض المليحان هنا لا لبس فيه فهو يقدم لنا صورة للماضي الجميل مقارنة بالحاضر الإسمنتي الرهيب الذي لم يبقى شيئا من الطبيعة إلا وحوله إلى جمود فلا غناء ولا طيور ولا نخيل ... هذا الباب نستطيع أن نقرأه قراءات مختلفة تبعا لما نضع له من رموز أخرى... فالباب قد يكون مرحلة زمنية تفصل الماضي عن الحاضر ... قد يكون لبنة في العمر الذاهب .. وقد يكون إنسان ... بل قد يكون عبد الله ذاته...
هذا الباب ذكرني بقصة أخرى للمليحان لم يضعها ثمن مجموعة الرثاء لكني اجدها تستحق أن توجد هنا وهي قصة (أمن) فبطلها هو عبد الله ذاته... والباب ذاته... تقول القصة

عبد الله : بعد أن أتمّ تركيب الباب الضخم لبيته ، و وضع النوافذ الضيقة في أماكنها ، و حماها بشبك الحرامي القوي … تنـفـس عميقاً ، ثـمّ شرع ببناء البيت !...... لدمام 8/11/1417هـ 17/3/1997م
الباب الذي قدم الأمن لعبد الله وكان أول ما بني في البيت هو ذاته الباب الذي بقي صامدا حتى النهاية وكأنه بهذا يقدم لعبد الله ولاءه المطلق والتزامه التام بدوره ... الباب هو المدخل لكل شيء في الحياة وسواء كان الباب رحما أو موتا أو بابا عاديا فهو بالتأكيد يفتح الأفق للمزيد والمزيد من التأويلات ...

ليست هناك تعليقات: